هل ارتكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنب في حياته؟
قال تعالى في سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أنقى نفس في العالمين بديمومة إقبالها على الله وعدم الانقطاع عنه، فلا يتسرب إلى نفسه الشريفة إلاَّ الكمالات العلية.. علماً بأن الذنب هو ما علق بالنفس ولم يخرج بعد إلى حيز العمل (لو خرج إلى حيز العمل لم يعد ذنباً، بل سيئة وإثماً).
فطالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم عن الكبائر والصغائر وعن الذنوب والخطرات فلا تجتمع العصمة مع الذنب..
إذاً ما معنى {استغفر لذنبك} أو {ليغفر لك ما تقدم من ذنبك}؟
الجواب:
باللغة العربية: غفر بمعنى: حال وستر، والمغفر هو زرد من الحديد يحول دون ضرب رأس المقاتل ويستره من الطعنات. والغفران من الغفور جلَّ وعلا.
والذنب: هو ما علق بالنفس.
فالله سبحانه وتعالى يطلب من رسوله الكريم بكلمة (استغفر): أي اطلب الحؤول والستر بنوري أن يدوم متوارداً أعظيماً على قلبك لكيلا يعلق بنفسك شيء من الميول والانحطاطات التي تقع في قلوب المنقطعين عن الله والتي لا يتوارد النور الإلهي إليها فتتوجه إلى الدنيا وأوضارها ويعلق بها حب الدنيا الدنية وما تتضمن من صفات مؤذية.
فالتقوى هي مشاهدة النفس المقبلة على الله ورؤيتها بذلك النور الإلهي الذي اكتسبته منه تعالى الخير من الشر والحقائق من الباطل، فالنور الإلهي يكشف للنفس المستنيرة بنور ربها عما في الأمور المحرقة أو المنهيات من شر، فتتقيها بعداً عن أذاها وضررها، كما أن ذلك النور الإلهي يكشف أيضاً للنفس عما في الأوامر الإلهية من الخير فتميل النفس إليها رغبة بها فتتقي تركها لما تراه في الترك من الحرمان والخسارة المحدقة.
فباستدامة وجهة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى يظل نوره تعالى متوارداً على قلب الرسول الكريم فيحول بينه وبين أن يعلق به شيء من حب الدنيا الدنية، فيبقى مستوراً بالنور الإلهي ولا يجرؤ شيطان أن يخترق النور الإلهي لأنه يحترق بنور الله..
نور ونار لا يجتمعان، فلا يستطيع أن يغويه الشيطان. قال تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} سورة الشعراء (210-212).
والمقصود بآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ: ما قبل الرسالة وما بعدها، أي ليحول بين نفسك وبين أن يقع فيها شيءٌ بأن سترك بنوره المتوارد على قلبك دوماً ما قبل الرسالة وما بعدها.
والدليل على شفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعدم وقوع الأمراض النفسية فيه قبل الرسالة أنه لم يصافح امرأة قط ولم يسجد لصنم ولم يشرب الخمر ولم يذهب إلى نوادي المنكر، حتى لقَّبوه بالصادق الأمين.
قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} سورة النجم (2).
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} سورة النجم (17).
وهذا دليل واضح على سلامته القلبية بسبب توارد الأنوار الإلهية على قلبه، لأنه كان دائماً طالباً لربِّه راغباً بقربه لا سيما في غار حراء فأغناه الله وكفاه. لذا كانت نفسه تعف عن الرذائل والمنكرات وتهوى الفضائل العليا والكمالات.
وقد أقسم تعالى في سورة الحجر بعمر الرسول الشريف بقوله الكريم: {لَعَمْرُكَ}: أي وعمرك وحياتك العالية يا محمد، لعمرك الذي لم تضيِّع منه لحظة إلا وكسبتها بالخيرات. ويقسم الله تعالى بحياة الرسول العالية، منذ أن خرج إلى الدنيا لم يضيِّع منها لحظة بل اكتسب الحياة كلها بأعلى شيء. فكم له من شأن ومكانة عند الله، كم له من عمل عالٍ، وخُلق كريم!
والحمد لله رب العالمين
هذا البحث الفريد اقتبسناه لكم من علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو.
قال تعالى في سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أنقى نفس في العالمين بديمومة إقبالها على الله وعدم الانقطاع عنه، فلا يتسرب إلى نفسه الشريفة إلاَّ الكمالات العلية.. علماً بأن الذنب هو ما علق بالنفس ولم يخرج بعد إلى حيز العمل (لو خرج إلى حيز العمل لم يعد ذنباً، بل سيئة وإثماً).
فطالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم عن الكبائر والصغائر وعن الذنوب والخطرات فلا تجتمع العصمة مع الذنب..
إذاً ما معنى {استغفر لذنبك} أو {ليغفر لك ما تقدم من ذنبك}؟
الجواب:
باللغة العربية: غفر بمعنى: حال وستر، والمغفر هو زرد من الحديد يحول دون ضرب رأس المقاتل ويستره من الطعنات. والغفران من الغفور جلَّ وعلا.
والذنب: هو ما علق بالنفس.
فالله سبحانه وتعالى يطلب من رسوله الكريم بكلمة (استغفر): أي اطلب الحؤول والستر بنوري أن يدوم متوارداً أعظيماً على قلبك لكيلا يعلق بنفسك شيء من الميول والانحطاطات التي تقع في قلوب المنقطعين عن الله والتي لا يتوارد النور الإلهي إليها فتتوجه إلى الدنيا وأوضارها ويعلق بها حب الدنيا الدنية وما تتضمن من صفات مؤذية.
فالتقوى هي مشاهدة النفس المقبلة على الله ورؤيتها بذلك النور الإلهي الذي اكتسبته منه تعالى الخير من الشر والحقائق من الباطل، فالنور الإلهي يكشف للنفس المستنيرة بنور ربها عما في الأمور المحرقة أو المنهيات من شر، فتتقيها بعداً عن أذاها وضررها، كما أن ذلك النور الإلهي يكشف أيضاً للنفس عما في الأوامر الإلهية من الخير فتميل النفس إليها رغبة بها فتتقي تركها لما تراه في الترك من الحرمان والخسارة المحدقة.
فباستدامة وجهة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى يظل نوره تعالى متوارداً على قلب الرسول الكريم فيحول بينه وبين أن يعلق به شيء من حب الدنيا الدنية، فيبقى مستوراً بالنور الإلهي ولا يجرؤ شيطان أن يخترق النور الإلهي لأنه يحترق بنور الله..
نور ونار لا يجتمعان، فلا يستطيع أن يغويه الشيطان. قال تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} سورة الشعراء (210-212).
والمقصود بآية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ: ما قبل الرسالة وما بعدها، أي ليحول بين نفسك وبين أن يقع فيها شيءٌ بأن سترك بنوره المتوارد على قلبك دوماً ما قبل الرسالة وما بعدها.
والدليل على شفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعدم وقوع الأمراض النفسية فيه قبل الرسالة أنه لم يصافح امرأة قط ولم يسجد لصنم ولم يشرب الخمر ولم يذهب إلى نوادي المنكر، حتى لقَّبوه بالصادق الأمين.
قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} سورة النجم (2).
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} سورة النجم (17).
وهذا دليل واضح على سلامته القلبية بسبب توارد الأنوار الإلهية على قلبه، لأنه كان دائماً طالباً لربِّه راغباً بقربه لا سيما في غار حراء فأغناه الله وكفاه. لذا كانت نفسه تعف عن الرذائل والمنكرات وتهوى الفضائل العليا والكمالات.
وقد أقسم تعالى في سورة الحجر بعمر الرسول الشريف بقوله الكريم: {لَعَمْرُكَ}: أي وعمرك وحياتك العالية يا محمد، لعمرك الذي لم تضيِّع منه لحظة إلا وكسبتها بالخيرات. ويقسم الله تعالى بحياة الرسول العالية، منذ أن خرج إلى الدنيا لم يضيِّع منها لحظة بل اكتسب الحياة كلها بأعلى شيء. فكم له من شأن ومكانة عند الله، كم له من عمل عالٍ، وخُلق كريم!
والحمد لله رب العالمين
هذا البحث الفريد اقتبسناه لكم من علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو.